الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **
" بيت الخياري " نسبة إلى الخيارية بلدة مشهورة بالديار المصرية. أول من ورد منهم إلى المدينة المنورة في سنة 1029 العلامة الفهامة الشيخ عبد الرحمان بن علي بن خضر الخياري يقال: إنه استوطنها بإذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنه كان يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيانًا. واتفق أنه ختم كتابًا في الحديث وشرع في الدعاء فانتصب قائمًا رافعًا يديه كالمؤمن على الدعاء فقام أهل الدرس من طلبته وغيرهم. ثم طال وقوفه جدًا بحيث إن بعضهم تعب من الوقوف وذهب. وبقي الواقفون متعجبين منه وهو مطرق كأنه في غير شعوره فبعد ختمه الدعاء قال له بعض أخصائه من تلامذته: ما هذا الوقوف يا سيدي فإنا لم نعهد لك مثله فقال: والله ما وقفت إلا وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفًا يدعو لنا. واستمريت منتظرًا له حتى فرغ من دعائه. وهذه من كراماته - رضي الله عنه - وكان بينه وبين الشهاب الخفاجي مراسلات ذكرت في ترجمته في ريحانته. وقد ترجمه كثير من المؤرخين كالشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في " نتائج السفر " وغيره. وتوفي سنة 1056. ودفن ببقيع الغرقد. وأعقب من الأولاد: إبراهيم وعليًا. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1033. ونشأ نشأة صالحة وبركات والده عليه لائحة وطلب العلوم من المنطوق والمفهوم. وسافر إلى الروم وبلغ ما يروم. وجمع رحلة لطيفة سماها " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " وله من التصانيف غيرها. وتولى إفتاء الشافعية والخطابة والإمامة بالروضة النبوية. وتوفي سنة 1083. وقد ترجمه كثير من المؤرخين. وأعقب من الأولاد: أحمد. ومولده في سنة 1070. ونشأ على طريقة حسنة مثل أبيه وزيادة. وباشر الخطابة والإمامة. وتوفي سنة 1123. وأعقب من الأولاد: إبراهيم وعائشة زوجة محمد إلياس والدة عبد الله إلياس وأخته آمنة الموجودين اليوم. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1092. وكان رجلًا مباركًا وباشر الخطابة والإمامة. وتوفي سنة 152. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان ومحمدًا وفاطمة زوجة الشيخ أبي بكر الغلام والدة حسن وعباسية زوجة ابن عمها الخطيب محمد الغلام. فأما عبد الرحمان فمولده سنة 1128. وباشر الإمامة ولم يباشر الخطابة. وكان رجلًا مباركًا. وتوفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: علي. ومولده سنة 1158. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى الروم مرتين ورجع بما يقر العين. وتزوج. وله أولاد أمجاد. وأما محمد فمولده في سنة 1131. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى لروم ولم يبلغ ما يروم. وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو الذي ادعى أنه من الأنصار لكونه من أهل الإعسار. ولا ادعى ما ادعاه من كان قبله من الأصول والأخيار. وقد حققت ذلك في رسالتي المسماة ب " نزهة الأبصار في عدم صحة نسبة الخمسة البيوت إلى الأنصار " بيت الخياري بيت الكراني بيت التمتام بيت بافضل بيت باشعيب. وسبب دعواهم أنه وردت صدقة من سلطان المغرب للأنصار وقدرها مائة دينار. وكنا غائبين عن المدينة: بعضنا بمكة وبعضنا بالعوالي مخرجين من المدينة فطمع هؤلاء المذكورون في أخذها. وأعانهم عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلمًا وزورًا وصارا يشاركوننا فيها بالكذب والبهتان من غير حجة ولا برهان. - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم -. وأعقب محمد المزبور زين العابدين وأخته. وهما موجودان اليوم. وأما علي بن عبد الرحمان الكبير فكان رجلًا فاضلًا رأيت له بعض نظم ونثر. وتوفي وأعقب من الأولاد: الشيخ محمد نزيل الشام. ثم رجع إلى المدينة وتوفي بها سنة 1150. وأعقب من الأولاد: حسنًا وعليًا. فأما علي فكان فاضلًا خطيبًا " وإمامًا " وتوفي سنة 1140. وأعقب: أحمد ومحمدًا وأم فأما أحمد فباشر الخطابة والإمامة. " وتوفي شابًا في سنة 1147 عن غير ولد. وأما محمد فباشر الخطابة والإمامة " أيضًا. وتوفي شابًا في سنة 1175. وأعقب عليًا وباشر الإمامة والخطابة وهم موجود اليوم. وأم هانئ " موجودة اليوم " ولم تتزوج. وأما حسن بن محمد المذكور فتوفي شابًا في سنة 1178 عن غير ولد. وعبد الله الأخرس توفي عن غير ولد في سنة 1180. بيت الخجندي " بيت الخجندي ". - بضم ثم فتح نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق. وأول من قدم المدينة المنورة في سنة 766. الجلال أحمد بن محمد الحنفي. وقد أطال في ترجمته الحافظ السخاوي. وتوفي في شهر رمضان سنة 803. ودفن مع شهداء أحد بالقرب من سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في قبر حفره بيده لنفسه. ويقال: إنه رام الانتقال عن المدينة قبل موته بشهر فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول له: أترغب عن مجاوراتي فانتبه مذعورًا وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها فلم يلبث إلا قليلًا حتى مات - رحمة الله عليه - ويحكى أنه كان يلقب بمقبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكون كان يصلي " عليه " بهذه الصلاة " اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل " فرأى رجل من أكابر المدينة المنورة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين هم المذكور بالتحول عنها وهو يقول له: قل لفلان لا يسافر فإنه يحسن الصلاة علي. فسئل الشيخ المزبور عن كيفية الصلاة فذكرها. ويقال: إنه أول إمام للحنفية بالروضة النبوية. وقد فرغ بعض أولاده هذه الوظيفة للخطيب إلياس. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. وقد ترجم هذا البيت كثير من السلف. يقول جامعه - لطف الله به: قد أدركت من أهل هذا البيت الشيخ سعيدًا الخجندي وأولاده: عبيدًا وعليًا وجلأ والدتهم الشريفة آمنة بنت السيد علي أسعد البلخي. وقد ماتوا جميعًا. وآخرهم موتًا الشيخ جلال في سنة 1150. وأعقب بنتين: آمنة وسعيدة وكلية أيضًا. وتزوجت آمنة على سليمان طوبجي المشهور ب " بقر " وولدت له ولدًا وبنتًا. وتوفيت سنة 1168. وبموتها انقرض هذا البيت. وقد آلت أوقافهم وتعلقاتهم إلى أولاد " بقر " ثلث وقف العينية وثلاث أرباع الحديقة الرومية بقرب باب الجمعة. وآخر من مات من الذكور الريس حسن الخجندي. وكان بيت خوج " بيت خوج ". أول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 1110 محمد بن عبد الرحمان الهندي الفتني الشهير ب " خوج " فأما محمد فكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى البيع والشراء ويعامل الآغوات في غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1160. واشترى جملة من العقارات والصرر والجرايات. وكان ساكنًا في حوش المرزوقي. وأعقب من الأولاد: أبا بكر وعثمان وعمر وسعيدًا وزينب. فأما أبو بكر " فطلع مثل والده. وتوفي سنة 1185. وأعقب: عبد القادر وعبد الله وسلمى. فأما عبد القادر فصار إمامًا حنفيًا. وتوفي عن غير ولد سنة 1188. وأما عبد الله " فطلع مثل والده في البيع والشراء وزاد عليه فإنه رجل يحب فلاحة الحدائق. وعنده حديقتان. وتزوج. وله ولد مزوج له ولد من بنت الشيخ عبد الجليل أفندي الداغستاني. وأما عمر المذكور فصار ريسًا ومنجمًا ويتعلق على بعض الاستخراجات. وتوفي سنة 177. وأعقب من الأولاد: أحمد وأبا البقاء ويوسف وبديعة. وكلهم توفوا عن غير أولاد. ما عدا أبا البقاء فإن له ولدًا موجودًا. وأما عثمان فصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية ومشدًا باب الحجرة النبوية. وتوفي سنة 187. " وأعقب من الأولاد: سليمان وعمر وحسنًا. فأما سليمان فتوفي في وقعة جردة الشريف سرور التي أرسلها لنصرة وزيره وهو بالقلعة في شهر ذي القعدة سنة 1194 ". وأخواه صارا من جملة الرؤساء بمسجده الشريف. وأما سعيد فكان رجلًا كاملًا وصار ريسًا في المسجد النبوي. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعباسًا وعليًا. وكلهم طلعوا على طريقة والدهم. إلا أن محمدًا أكبرهم وهو أحسنهم ذو همة ومروءة وشهامة. وكلهم باشروا وظيفة أبيهم. وأما محمد علي أخو محمد عبد الرحمان المترجم أعلاه فورد المدينة بعد أخيه. وكان رجلًا " كاملًا " يتعاطى العطارة بباب المصري. وتوفي وأعقب: عبد القادر وأمة الله زوجة ابن عمها سعيد والدة أولاده. فأما عبد القادر فكان عطارًا على طريقة والده. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان ونور الدين وعبد المحسن الموجودين اليوم. فأما عبد الرحمان فهو أشطنهم ومن الذين يأتي هؤلاء بوجه وأخرين كذلك. وله قضايا كثيرة. - نعوذ بالله ن الخصال الذميمة -. بيت الخواجه " بيت الخواجه ". أصلهم الشيخ حسن الخواجه البخاري المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 080. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي وصالحًا وسعيدًا وإبراهيم. فأما عبد الباقي فأعقب: محمدًا وفاطمة زوجة الخطيب يحي الحنبلي. فأما صالح فكان رجلًا كاملًا حسن الخط. وصار كاتب المحكمة. وتوفي سنة 1140. وكان حسن الهيئة. وأنشأ الحديقة العريضية التي آلت إلى السيد محمد مولاي. وأعقب من الأولاد: حسنًا ومحمدًا وأم الفرج. فأما حسن فتوفي وأعقب صالحًا الضرير حافظ كتاب الله والمؤذن احتسابًا بحرم رسول الله. وأما سعيد فكان رجلًا كاملًا إسباهيًا صاحب ثروة. وتوفي " سنة 1140 عن حمل سمي " سعيدًا " فطلع سفيهًا مبذرًا أضاع ماله وحاله. وتوفي سنة 1184. عن ولد يسمى عابدًا ومحمد وصار إسباهيًا أيضًا. وأما إبراهيم فكان رجلًا كاملًا إسباهيًا أيضًا. وتوفي " وأعقب إبراهيم ولدًا صالحًا وهو في غاية الكمال من أحسن الرجال وأعقب بنتًا زوجها من الشيخ محمد بن عبد الله المغربي المالكي الموجود الآن بقيد الحياة. بيت خضر جلبي " بيت خضر جلبي " بن عثمان البغدادي قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1128. وكان من التجار الكبار المعتبرين. وأصله من بغداد مدينة السلام من بني شيبان الكرام. وسافر إلى الهند لتعاطي التجارة فحصل أموالًا عظيمة نحو أربعمائة كيس. ووصل إلى المدينة فاشترى جملة من العقارات من بيت ونخيل. ومنها البيت الكبير الذي بخط ذروان. ومنها الحديقة المعروفة بالكركية والحديقة المعروفة بالجديدة وغيرهما. وأنشأهما بأحسن عمارة وأوقفهما على أولاده الخ. . . ثم من بعد انقراضهم تكون على الأئمة والخطباء الحنفية بالروضة النبوية. وتوفي في بندر جدة المعمورة سنة 1138. وأعقب من الأولاد: محمدًا وأحمد وحفصة زوجة فأما محمد فكان رجلًا مغفلًا مباركًا. وكان جوربجيًا في النوبجتية ومشدًا بباب الحجرة النبوية. وتوفي سنة 1187 عن غير ولد. وأما أحمد فكان رجلًا دجالًا بعين واحدة لا يكاد يفتر عن حركة في البلدة أبدًا وكلها محض شر. وكان من أصحاب الأغراض والأمراض. وكان جوربجيًا في النوبجتية. وامتحن في آخر عمره بأن قبض عليه أحمد باشا وأرسله للشريف سرور بن مساعد فأرسله إلى القنفذة وجلس فيها مدة بأنغص عيش. ثم عفا عنه ورده إلى بلده. فمكث فيه مدة ثم توفي سنة 188. وأعقب من الأولاد: سلمى المتوفاة مع عر حيدر والدة ولده منها. وأختها تزوجت على عبد الله بن عمر حيدر من غير أختها. وله منها ولد موجود. ولأحمد المزبور دار كبرى بخط ساحة البلاط اشتراها بثمن بخس غدرًا من أهلها. وعمرها بأحسن عمارة وإحكام. وسكنها شاهين أحمد باشا عام وصوله إلى المدينة محافظًا. ثم باعها أحمد المزبور على الخواجة علي النحال بأحد عشر ألف غرش وأضاعها في أغراضه وأمراضه. ومما أخبرت أنه دفعها لمحمد أبي الذهب عام وصوله إلى مكة وطلب منه أن يوليه كتخدا النوبجتية فأجابه إلى ذلك. ولم يتفق وصوله إلى البلدة النبوية. وحماها الله منه ببركة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وقد أوقفها الحاج علي النحال على أولاده. ومن شؤم بانيها لم يطمئن هو بسكناها ولا من اشتراها منه. وصارت مشهورة بسكنى الباشوات إلى اليوم. واليوم ساكن فيها حضرة يوسف باشا بن محمد باشا والي جدة محافظ المدينة المنورة. بيت الخضاري " بيت الخضاري ". نسبة إلى الخضار. وصار علمًا بالغلبة على سكان البركة مغيض العين الزرقاء. وهم جماعة كثيرون من البادية ومواليد بني حسين وغيرهم وحرفتهم نقل الأحجار والدمن. وجميع ما يحملونه على ظهور جمالهم. وهم أشبه بالحمالة على كل حالة. بيت الخيبري " بيت الخيبري ". نسبة إلى خيبر بلدة قديمة مشهورة. وإليها ينسب كثير بالمدينة المنورة. وحرفتهم حفر الآبار وضرب اللبن. ويقال: إن أصلهم من يهود خيبر الذين أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة. وقيل: إنهم مواليد لعبيد عنزة لأن خيبر أملاك لهم إلى اليوم. ويحضرون فيها أيام الصيف مقدار عشرين يومًا ويجذونها قبل استواء ثمارها. وهذا دأبهم في كل عام. وهي بلدة وبية قد أصابتها الدعوة النبوية من قوله - صلى الله عليه وسلم - " الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " ورأيت في بعض التواريخ أن اسمها في الجاهلية " خير بر " لأنه كان بها من العيون بعدد أيام السنة. والآن قد خربت وما بقي منها عمار إلا القليل. وغالب أهلها الآن جهال وجهيل. بيت أبو خشيم " بيت أبو خشيم ". أصلهم الخواجة عبد القادر وأخوه جمال الدين الهندي الفتني البزاز. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1110 الشهير بأبي خشيم. وكنوة بهذه الكنية لصغر أنفه جدًا حتى لربما لا يبدو للناظر من بعيد. وكان أخن. وكان هذان الأخوان في غاية من الكمال. وكان كل منهما يبيع البز خصوصًا ملابس البادية من السواد ونحوه. فأما عبد القادر فتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: درويش وهو موجود وبالبخل موصوف ومعدود. وله أولاد. وأما جمال الدين فتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز. وهو رجل لا بأس به. وتعاطى صنعة والده. وله من الأولاد جمال وهو موجود. ومن هذا البيت ابن عمهم الخواجة بدر أبو خشيم. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى التجارة. وكان مولعًا بلعب الشطرنج حتى برع فيه وفاق لاعبيه حتى صار إذا لعبه ينسى جميع فمنها أنه أراد سفرًا إلى جدة المعمورة لبعض التجارة فشد أحماله ووادع أهله. وخرج إلى خارج البلدة النبوية فمر بطريقه على بيت بعض أصدقائه ليودعه فوجدهم يلعبونه فما سلم ولا تكلم. وجلس يلعب معهم إلى المساء وسافرت أحماله مع القافلة فلما تناصف الليل أرادوا النوم فتركوا اللعب. فتذكر أنه مسافر. فصار مفكرًا في أمره ماذا يصنع فأخبر صاحبه بذلك. فماذا يصنع معه مع ذهاب أحماله مع رفقائه. فجلس إلى قافلة أخرى وسافر معها. ومن أعظم الحكايات عنه أنه مرض مرضًا شديدًا. فصار من عنده يلقنه الشهادة وهو يقول: كش كش كأنه يلعب الشطرنج. فلما أفاق من مرضه ذلك أخبروه بما صار فندم على ذلك. وتاب إلى الله منه حتى مات. فاشتغل بتلاوة القرآن عن لعب الشيطان. وأعقب من الأولاد: عليًا وأمينًا. فأما علي فهو رجل كامل لا بأس به مشتغل بنفسه وأنسه وهو موجود. وأما أمين فتوفي عن غير ولد سنة 1196. بيت الخالدي " بيت الخالدي ". نسبة إلى الشيخ خالد المالكي المغربي الجعفري نزيل مكة المكرمة والمتوفى أول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 11140. الشيخ أبو بكر ابن علي الخالدي المزبور. وكان رجلًا كاملًا. وتوفي بها سنة 1184. ومولده بمكة سنة 1094. وأعقب من الأولاد: حسينًا وحسنًا ومحمدًا وعبد الرحمان وعليًا وخديجة وآمنة وفاطمة. فأما حسين فسافر إلى الديار الهندية نحو أربعين سنة. وحسن توفي بالمدينة سنة 1178. ومحمد كان بمكة يباشر الخطابة والإمامة والإفتاء المالكية. ثم عزل منه وخرج من مكة خائفًا من شريفها بموجب دعوى عليه خاف منها. وسكن المدينة. وله أولاد موجودون معه. وسافر مرارًا هو وأولاده إلى الروم ورجعوا إلى المدينة. وبنات الشيخ المذكور أعلاه كلهن موجودات. ما عدا خديجة فإنها توفيت سنة 1194 عن أولاد وبنات موجودين اليوم. بيت الخياط " بيت الخياط ". أصلهم الحاج أحمد الخياط الصعيدي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 140. وكان صاحب ثروة يتعاطى بيع الحبوب. وصار في وجاق النوبجتية وصار جوربجيًا ومشدًا بباب الحجرة النبوية. وكان حسن الهيئة واللباس معتبرًا بين الناس. ثم حصل له خلل في ماله وعقله. وتوفي في حدود سنة 1177. وأعقب من الأولاد: محمدًا وحسنًا وعثمان. فأما محمد فصار في وجاق القلعة السلطانية. وباع كدك أبيه في النوبجتية وصار أوده باشي فيها إلى عام وصول الشريف إلى المدينة فأخذه في الحديد من جملة ما أخذ فمات في الطريق لعجزه عن المشي. وأما حسن فهو رجل مجذوب ويؤذن في منارة تكية خاصكى سلطان. وأما عثمان فهو رجل خياط في دكانه مشتغل بشأنه. وسافر " مرارًا إلى " الروم ورجع إلى المدينة بكل ما يروم. بيت الخطاط " بيت الخطاط ". أصلهم علي أفندي الخطاط الرومي الأنطاكي الأصل. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين. وكان حسن الخط. ولهذا اشتهر به. وكان يعلمه لمن أراد التعليم. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: أحمد وأمينًا والدتهما عائشة بنت محمد صالح التمتام. فأما أحمد فهو على طريقة والده من حسن الخط وحسن المجاورة. وسافر إلى الروم وبلغ ما يروم. وكذلك أمين لا بأس به رجل كامل. وسافر إلى الروم ورجع إلى المدينة. وهما بها الآن موجودان. وتزوجا ولم يولد لهما. بيت خليل " بيت خليل ". أصلهم السيد مصطفى بن السيد خليل الخليلي الأصل الجداوي المولد والمربى. قدم المدينة المنورة سنة 1176. وكان من التجار المعتبرين صاحب أموال عظيمة يقال: إنه هرب من الشريف مساعد صاحب مكة المكرمة خوفًا مما فعل بأولاد أخيه السيد محمد خليل. وأخبارهم مشهورة في كتب التواريخ مسطورة. ودخل في وجاق النوبجتية لأجل الحمية. وصار مشدًا. لكنه لم يباشر. وأوصى غيره مرة. وأشهد على نفسه جماعة من أعيان أهل المدينة بأنه لا يملك شيئًا من المال غير ثيابه لا غير. وأن الذي ينفق عليه بنته الكبرى من مالها تبرعًا لوجه الله تعالى. ولم يزل مريضًا عليلًا من شدة الخوف إلى أن توفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: السيد محمدًا والشريفة زينا والشريفة سعدية. وهم موجودون. واخبرني بعض أصحابه أنه يملك ثمانين ألف مشخص عتيق غير العقارات والتعلقات ومع كثرة هذه الأموال كان يوصف بالبخل الشديد. وفي سنة 1190 وصل ابن أخيه السيد أحمد بن محمد خليل إلى المدينة المنورة وتزوج على بنت عمه المزبور الشريفة السعدية. وأمهرها عشرة أكياس وجاريتين وعبدين وغير ذلك. وكان له عرس عظيم. ثم ارتحل بها إلى بلدة بندر جدة المعمورة.
"بيت الدقاق ".أصلهم شيخنا العلامة أبو علي الدقاق المغربي السلاوي الأصل نزيل مدينة فاس المحروسة. قدم المدينة المنورة في سنة 1142. وصار يدرس بالروضة النبوية في جميع العلوم في منطوق ومفهوم. ثم لحقه ولداه سنة 1158: أحمد وعلي. فأحمد رجع إلى المغرب وأقام علي. ونشأ على طلب الدين والدنيا. وبرع في الدنيا وتحصل على أموال عظيمة. وتزوج زوجتين. ولم يولد له. فلعله عقيم. والله أعلم. وهو موجود اليوم يتعاطى أنواع التجارة. وفي سنة 1190. وصل من المغرب ابن أخيه. وهو مقيم بها. وتزوج وسكن المدينة وبيننا وبينه محبة عظيمة. بيت الدراوي " بيت الدراوي ". نسبة إلى " درا " مدينة مشهورة بأقصى المغرب. وفيها زاوية شيخ مشايخنا سيدي أحمد ابن ناصر نفعنا الله به. و " منهم " بالمدينة المنورة أناس كثيرون. ولهم أوقاف بها من بيوت ونخيل. فمن أشهرهم الحاج إبراهيم بن عمر الدراوي. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين. وتولى مشيخة طائفة المغاربة ونظارة أوقافهم مدة مديدة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله وسعيدًا. ومنهم أيضًا الحاج محمد الدراوي قابض الصرر والمعلوم وكاتب السادة الآغوات. وكان رجلًا كاملًا. وكان صاحب ثروة. وأنشأ عدة حدائق بجزع الصدقة. وكان بيننا وبينه محبة عظيمة. وتوفي سنة 1140. وأعقب عائشة زوجة الريس محمد أبي العز الحنبلي وآمنة زوجة عبد الباقي جمال وحفصة الموجودة اليوم زوجة سعيد دوس والدة أولاده: صالح ومعتوق. فأما صالح فهو موجود. وتوفي معتوق سنة 1189 عن غير ولد. بيت درج " بيت درج ". أصلهم السيد إبراهيم درج الهندي البنقالي. قدم المدينة المنورة سنة 1040. وكان صاحب ثروة وموفقًا للخيرات. اشترى عدة عقارات أوقفها. ومنها المقبرة الملاصقة لمسجد سيدنا علي - رضي الله عنه - ومنها زاوية الشيخ أحمد القشاشي - نفعنا الله به - وما وقد أدركت من أولاد أولادهم عبد الرحمان وأخاه حسنًا وعليًا بن عبد الرحمان المزبور ويحي بن حسن المذكور ولكل منهما أولاد وبنات. والحوش المسطور بأيديهم اليوم يقسمون غلته بينهم. بيت دده " بيت دده " أصلهم الحاج محمد دده الرومي. قدم المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا من أحسن المجاورين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد وإبراهيم وأبا الفتح. فأما أحمد فليس بأحمد نشأ نشأة غير صالحة. وصار في القلعة السلطانية. ثم صار في خدمة الشريف عبد الكريم صاحب مكة المكرمة. وتولى وزارة المدينة المنورة. وحكم وظلم وتعدى الحدود فمن جملة ذلك أنه قتل رجلين صالحين: أحدهما سندي والآخر صالح العمودي اليماني لأجل الدنيا ظلمًا وعدوانًا فأراد الله بعد مدة عزله من منصب الوزارة وصار في غاية الحقارة. وقد قيل: إن الوالي إذا انفصل عن الولاية التحق بالرعايا ولا له رعاية. فابتدر والدنا المرحوم وادعى عليه من طرف الشيخ صالح اليماني لأن ولده محمدًا كان في حجر الوالد يربيه مع أولاده. فثبت عند الحاكم الشرعي قتله قصاصًا فقتل سرًا. وعلق بالمناخة السلطانية. بيت الدفترداري " بيت الدفتردار " ي " ". أصلهم العلامة الفاضل علي أفندي بن عبد الرحمان الرومي المجاور الصالح الفالح من أتباع الدفتردار من رجال الدولة العثمانية أولي الاعتبار. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان شريكنا في طلب العلوم وبرع في المنطوق منها والمفهوم. وكان صاحب ثروة وحسن الخط والحظ. وله أخلاق رضية وكمالات مرضية وهمة علية. توفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: محمدًا وأبا بكر وعمر. فأما محمد فهو رجل على طريقة حسنة من الصلاح. وهو من المغفلين. وأما أبو بكر فهو أيضًا رجل كامل حاذق فاضل. وأما عمر فهو رجل كامل مؤدب همام فاضل مهذب. وصار إمامًا في المحراب النبوي والمقام المصطفوي. وتوفي في سنة 1194 بعد أخيه محمد بأيام. ولكل من الجميع أولاد موجودون. بيت الديار بكرلي " بيت الديار بكرلي ". نسبة إلى مدينة ديار بكر المشهورة. وإليها ينسب كثير. فمن أشهرهم مصطفى أفندي الرومي الديار بكرلي المجاور. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد. وكان من أحسن المجاورين مواظبًا على الخمس الصلوات وملازمًا للمسجد في غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1112 وأعقب من الأولاد. محمد. وكان على طريقة والده. وكان في وجاق القلعة السلطانية. وتولى ترجمانًا للقاضي مدة مديدة إلى أن توفي سنة 1150 وأعقب من الأولاد. مصطفى. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وسافر إلى الروم. ورجع فصار جوربجيًا في القلعة السلطانية وترجمانًا للقاضي بالتركية ليفهمه العربية. ثم رفع منها لأمور كثيرة كان يرتكبها بالمحكمة السلطانية الشرعية. وتوفي سنة 1188 عن أولاد من بنت عثمان القطان. وهم موجودون الآن. ومن أهل ديار بكر زوجتنا فاطمة بنت علي جلبي الديار بكرلي والدة أولادنا. ومولدها بالطائف المحروس في حدود سنة 1142. وتنسب إلى الولي الكبير القطب الشهير السيد محمد وفاء زاده - نفعنا الله به - وكانت وفاتها بالمدينة المنورة ليلة الجمعة " المباركة " 26 في ذي القعدة الحرام سنة 1179. وأم فاطمة المزبورة عائشة بنت أبي بكر جلبي الدور كلي والشيخ محمد الشبيبي ابن خالتها فاطمة. " بيت الدوركلي ". نسبة إلى دوركل مدينة مشهورة بأرض الروم وينسب إليها كثير. فمن أشهرهم صهرنا جد زوجتنا المذكورة أعلاه الخواجة الكبير باكير جلبي الدوركلي قدم المدينة المنورة بنية الزيارة لا بنية التجارة في سنة 1143 فتوفي بها في التاريخ بعد أن زار الرسول وبلغ غاية السول. ودفن قريبًا من قبة سيدنا عثمان ابن عفان - رضي الله عنه - وبجنبه زوجته رقية. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا ملازمًا للمسجد الحرام في غالب الأوقات خصوصًا الصلوات. وكان ذا مال " عظيم " ولكن نفسه كريمة يحب العلماء والصالحين والفقراء والمساكين. وقدم مكة المكرمة في حدود سنة 1090 وصحبته أخوه عثمان جلبي الدوركلي صاحب المركب المشهور به. وسافر " ا " إلى الهند للتجارة ففتح الله عليهما. وأعقب من الأولاد: إسماعيل والد عثمان وأحمد والد سليمان. ومن البنات عائشة صهرتنا وفاطمة وفاطمة زوجة الشيخ عبد القادر الشيبي فاتح بيت الله الحرام والدة أولاده وخديجة والدة عثمان بن محمد بن عثمان الدوركلي وحواء. وقد ذكرناه هنا للمناسبة والمقاربة وإلا فهو مكي لا مدني. وترجمته تحتمل التطويل. ومن أهل دوركل صاحبنا وجارنا محمد الدوركلي. قدم المدينة المنورة في سنة 1118. وكان رجلًا فاضلًا صالحًا من أحسن المجاورين ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات ومواظبًا محمد وفاطمة وحليمة زوجة عبد الله أفندي البصنوي والدة " أولاده وخديجة زوجة حسن أفندي البصنوي والدة " ولده مصطفى بصنوي وصفية زوجة علي أفندي إمام القلعة والدة أولاده وعائشة زوجة صاحبنا السيد عبد الرحمان الداغستاني. ثم ماتت عن غير ولد. وأما محمد فدخل وجاق القلعة السلطانية وصار جاوشًا. وتوفي شابًا سنة 1155. بيت الداغستاني " بيت الداغستاني ". نسبة إلى بلاد الداغستان المشهورة. ومعناه بالتركية سكان الجبال. وهم أشبه بالبادية ومنهم بالمدينة أناس كثيرون ينتسبون إليها. فمن أشهرهم صاحبنا وعزيزنا وسمينا المبارك السيد عبد الرحمان بن محمد الداغستاني. قدم المدينة المنورة في سنة 1155. وهو رجل لا بأس به كامل عاقل ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات ومواظب على الخمس الصلوات. وسافر إلى الروم عدة مرات. ورجع إلى المدينة ببلوغ المرادات. وسكن في دارنا ذات النخل والبستان والبركة والديوان الكائنة بخط زقاق الزرندي. ويجتمع فيها الأصحاب والإخوان على مذاكرة ومحاورة. وهو أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتزوج عدة زوجات ورزقه الله أولادًا وبنات. وفي سنة 1188 صار ومنهم أصحابنا الثلاثة الإخوان: عبد أفندي وعبد الرحيم أفندي وعبد السلام أفندي الداغستاني قدموا المدينة المنورة في حدود سنة 1160. فأما عبد الله فكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى تجليد الكتب ويكتب المكاتيب التركية. وصار إمامًا في القلعة " السلطانية ". وتزوج بنت السيد محمد بيرقدار القلعة وولدت له: صادقًا وأمينًا وصالحًا. وتوفي سنة 1178. وأما عبد الرحيم فكان رجلًا صالحًا وسافر إلى الروم فاستأسره النصارى في البحر. وتوفي سنة 1189. وأما عبد السلام فهو رجل فاضل كامل اشتغل بطلب العلم الشريف وصار يدرس بالمسجد المنيف. وسافر مرارًا إلى الديار الرومية في طلب الدنيا الدنية فحصل منهم شيئًا كثيرًا. ولكن لم يشبع. وفيه ورد " اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا " وسافر أيضًا إلى الديار المصرية ورجع منها ببلوغ الأمنية. وهو كثير الحفظ لشواهد العرب. ونسخ " البخاري " لنفسه و " ملتقى الأبحر " وأكثر من الكتابة على هامشه نقلًا من الكتب المعتبرة. وهو صاحب ثروة عظيمة. لكنه لم يظهر من نفسه للناس إلا الفقر وشدة الحاجة. وله عدة أولاد وبنات موجودون. " بيت دحيدح ". أصلهم الحاج محمد الطائفي الثقفي الشهير بدحيدح. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى التجارة والبيع والشراء. وكان يحب الفقراء والمساكين والصالحين ملازمًا للمسجد النبوي غالب الأوقات مواظبًا فيه على الخمس الصلوات إلى أن مات. وأعقب إسماعيل فنشأ نشأة صالحة والخيرات عليه لائحة. وتوفي في سنة 1070. وأعقب من الأولاد: حمزة وآمنة زوجة الشيخ عبد الرحيم الأنصاري عم والدنا. فنشأ حمزة المزبور. وهو لا بأس به. وتوفي سنة 1108. وأعقب: إسماعيل ومحمد علي وأحمد. فأما إسماعيل فكان رجلًا كاملًا. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار مشدًا وجوربجيًا. وصارت منه حركات وسكنات مع أصحاب الوجاقات أدت إلى خروجه من المدينة. وتوفي بمكة المكرمة في سنة 1152. وعمر الدار الكبرى الذي عليه اليوم في هذا الأسلوب. وأعقب من الأولاد: مصطفى ومؤمنة والدتهما أم الفرج بنت عبد الرحمان إلياس الخطيب. فنشأ مصطفى المزبور نشأة غير صالحة في جميع الأمور فأهلك الحرث والنسل وأضاع الفرع والأصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسافر إلى مصر. وتوفي بها. وأعقب بمصر حمزة الموجود وأما محمد علي فتوفي عن غير ولد. وكان صاحب سوداء. وأما أحمد فكان رجلًا كاملًا عاقلًا وأنشأ الحديقة الصغرى. وتوفي سنة 1148. وأعقب بنتًا زوجها من محمد أفندي كتانجي الإسباهي. ومات عنها. ولها منه ولد موجود اليوم. بيت الدرويش حسين " بيت الدرويش حسين ". أصلهم الدرويش حسين الداغستاني. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان رجلًا صالحًا ملازمًا للمسجد النبوي إلى أن توفي. وأعقب محمد أمين فنشأ نشأة صالحة فاق بها الأقران حتى صار من الأعيان. واشترى جملة من العقارات. وعمرها أحسن عمارة. وأوقفها على أولاده وأولاد أولاده الخ في سنة 1108. ومنها الدار الكبرى التي برأس زقاق بني حسين والثلاثة الدكاكين التي تحتها ومنها الدار الصغرى الكائنة بخط رأس زقاق الزرندي من جهة الوكالة السلطانية التي تحت يد أولاده اليوم. وتوفي سنة 1114. وأعقب من الأولاد: عمر وخديجة والدة الخطيب محمد إلياس. فأما عمر فتوفي بالمغرب. وأعقب من الأولاد محمد أمين وله بنات موجودات. بيت الدمياطي فمن أشهرهم السيد محمد " الدمياطي المؤذن في الحرم الشريف ". قدم المدينة المنورة هو ووالده في حدود سنة 1165. وحفظ القرآن العظيم الشأن. وأخذ وظيفة رئاسة المنارة الكبرى وظيفة آذان يوم الأحد. وعالج بأن يأخذ وظيفة خطابة وإمامة فلم يرض به الخطباء والأئمة فاشتغل بجمع الدنيا فحصل منها شيئًا كثيراُ. ثم سافر إلى مصر والشام والروم. ورجع إلى المدينة وصار يعلم الصبيان القرآن إلى الآن. وتزوج. وله ولد موجود. وفي سنة 1188 وصل أخوه السيد يوسف من دمياط. وتوفي من عامه. بيت دشيشة " بيت دشيشة ". قد سبق الكلام عليهم في حرف الباء في بيت بزاز. بيت درس عام " بيت درس عام ". يأتي الكلام عليهم في حرف الشين في يوسف أفندي الشرواني. بيت الدسوقي " بيت الدسوقي ". نسبة إلى الطريقة الدسوقية أصحاب سيدي إبراهيم الدسوقي - نفعنا الله به - تلميذ سيدي أحمد البدوي - نفعنا الله به - وإليه ينتسب كثير. فمن أشهرهم صاحبنا السيد محمد الشامي الدسوقي. قدم المدينة المنورة سنة 1166. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا أديبًا لبيبًا حسن المحاضرة والمذاكرة اعترته السوداء في آخر عمره. وسافر إلى الدولة العلية وعينت له برسم طعام فقراء نحو ستين أحمر من وقف عبد الله البارزي. وصار يصنعها في كل عام 12 في شعبان. وكان صاحب ثروة. وتوفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: " السيد " أحمد وأخته الموجودين اليوم. بيت الدهري " بيت الدهري ". أصلهم الحاج محمد الدهري المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1115. وكان رجلًا مباركًا يتعاطى التجارة وبيع القماش. وتوفي سنة 1131. وأعقب: أحمد وعبد الرحمان وطاهرة زوجة الشيخ قاسم الرفاعي والدة أولاده. فأما أحمد فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. ودخل في وجاق القلعة السلطانية. وعمر الدار الكبرى الملاصقة للصالحية الصغرى والسور السلطاني. وتوفي عن غير ولد في سنة 1138. وأما عبد الرحمان فكان رجلًا صالحًا مصاحبًا للشيخ أحمد الشهاب المجذوب وملازمًا له إلى أن توفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: إبراهيم الموجود اليوم. وبلغ سفيهًا وباع جميع ما تركه له والده حتى الدار الكبرى باعها على الشيخ مصطفى رحمة الله الشامي نزيل دمشق الشام سابقًا بمال قدره 500. وهي بيده اليوم. بيت الدرويش عثمان " بيت الدرويش عثمان ". أصلهم الدرويش عثمان بن مظفر السندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1110. وأخبرني حماد أفندي أنه من بيت وزارة بالسند. فترك ذلك وخرج سائحًا على طريقة الدراويش فأقام بالمدينة مدة ثم سافر إلى الروم فحصل له قبول " وإقبال " وإكرام من الدولة العلية. وتولى نظارة وقف المرحوم الكبرلي. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. ورجع إلى المدينة ودخل في وجاق النوبجتية. وصار مشدًا بالحجرة النبوية. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وتوفي سنة 1139. وأعقب من الأولاد: أحمد مظفر ومحمد مديني ومصطفى مكي وحليمة. فأما أحمد فمولده في سنة 1120. وصار في محل والده من وجاق النوبجتية. وزاد عليه في الجوربجية. وكان رجلًا مباركًا أشبه الناس بوالده في جميع أموره. وسافر إلى الروم فتوفي في طريق الشام في عام " غرقة الحج " المشهورة في سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمدًا المقتول بقرب باب الجمعة سنة 1168 في فتنة بني علي وعبد الله المقتول غيلة بمكة المكرمة في سنة 184. وأما محمد مديني فكان رجلًا كاملًا متحركًا. ودخل في وجاق الإسباهية وسافر إلى الديار الرومية ورجع فتوفي سنة 1180. وأعقب من الأولاد: سليمان وعائشة ووهبة والدتهم صالحة بنت محمد الموهوب. وأما مصطفى المكي المشهور بالسندي فمولده سنة 1135. وكان رجلًا كاملًا تعلم علم المويسقي وبرع فيه حتى صار لا نظير له فيه بالمدينة. وسافر إلى الروم مرتين ورجع. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: أبا بكر وعليًا وآمنة. وأما حليمة فمولدها في سنة 1122. وكانت امرأة كاملة عاقلة تحب الجمالة في كل حالة. وكانت زوجة صاحبنا محمد جوربجي حماد " والدة أولاده. وهي موجودة اليوم ".
|